بسم الله الرحمن الرحيم
**
روايتي الاولى أحببت ان أشاركها مع عقول تبحث عن الجمال بين الحروف وتعشقه،
ليس فيها الكثير لكن أتمنى أن تحوز على إعجابكم.
**
[/size][/size]
[right][list=1]
[*][size=60]الجزء الأول[/size]
[/list]
[/right]
[size=24][size=32]
[b]**[/b]
[b]مقدمة[/b]
[color=#3366ff][b]لا يمكن الإكتفاء من عشق المطر ولا رائحته ولا جنون الركض تحته واحتضان قطراته،[/b]
[/color]
[b]ماء و ما أكثر الماء في كوكبنا لكن لهطوله فرحة عارمة في نفس الصغير والكبير حتى[/b]
[b][color=#66ffff]وإن آذى بفضيانه وأغرق فإننا نسى ما كان منه ونفرح إذا هطل مرة أخرى.[/color][/b]
[b]هكذا هو حبها لأمها مثل حب المطر في قلوب البشر لا يقف ولا يشبع منه.[/b]
[b]***[/b]
[b]كانت ليلة جميلة توشحت بالهدوء وغشى على سوادها السكون، وعلى صفاحتها الفاحمة[/b]
[b]انتشرت خطوط القمر تخفف من حدة ظلامها وتنشر بعضا من النور والسلام في أرجائها.[/b]
[b]خلف النافذة وقفت تستمع بروحانية المنظر، يسلب لبها، ويهدئ من ضجيج روحها، وخلجات[/b]
[b]قلبها المضطرب دائما، لاشي عندها يضاهي جمال ليالي المنتصف من كل شهر، مهما تكررت تظل[/b]
[b]على بد الازمان كما هي لم يشخ جمالها يوما أو يتقص، تظل دائما متجددة الجمال والبهاء.[/b]
[b]أغلقت نور الغرفة حتى لا تنعكس صورتها في الشارع واكتفت بنور البدر يمد لها أياديه البيضاء[/b]
[b]وكأنما يعتذر لها عن هذا الظلام، بيدها كوبا من الشاي، وبيدها الأخرى كتاب وضعت اصبعها[/b]
[b]مفرقا على احدى صفاحته.[/b]
[b]كسر هدوء جوها الجميل دخول أختها الصغرى جود: ليال، بنزل تجين معي؟[/b]
[b]كرهت مفارقة النافذة لكن هزت رأسها موافقة لان العشاء بعد قليل وأمها تريدهم دائما على الوجبات.[/b]
[b]مشت الى التسريحة وجود تثرثر عن يومها في المدرسة، بنظرة رضى خاطفة الى شكلها وضعت كوبها[/b]
[b]وكتابها على الطاولة وأخذت جوالها ومشت لتخرج.[/b]
[b]جود: وين وين بتنزلين كذا؟[/b]
[b]ليال: خير عندك مانع؟[/b]
[b]تنهدت جود: ياحبك للعناد، الله يهديك بس.[/b]
[b]دفتها بيدها تمشيها: أقول امشِ قدامي ما يمشي معك النصح يالشيخة جود.[/b]
[b]جود تتصنع الوقار وهي تضحك: قدها وقدود الشيخة جود.[/b]
[b]ضحكت على خبال اختها ومشتا باتجاه السلالم اللولبية المزينة بدرابزين نحاسي فاخر، وعلى الجدران[/b]
[b]علقت الواح داكنة برسومات على طول الدرج لكلمات عربية غاية الجمال في الدقة والألوان.[/b]
[b]الدرج يفضي الى صالون كبير نسبيا وعادة ما تكون أنواره مغلقة الا من اضاءة صغيرة تكاد تكون[/b]
[b]معدومة، لأنهم جعلوه خاص بالجمعات العائلية، انحرفتا قليلا يسار الدرج، وقادتهما خطواتهما الى[/b]
[b]صالون عائلي صغير ذا نافذة كبيرة مقسمة الى مربعات بأطر مخشبة تطل على حديقة صغيرة خلابة[/b]
[b]وتحتوي على باب زجاجي ينفذ الى الحديقة.[/b]
[b]كل ما في المكان كان يشير إلى الترف والفتنة بدأ من الأم وبناتها الى المنزل الى الأثاث الى الحديقة[/b]
[b]الى البدر المطل عليهم والمكمل لسحر المكان.[/b]
[b]كان الصالون يحتوي على أرائك مخملية بلون عودي وأطراف خشبية مذهبة وعلى جنبيه مخدات[/b]
[b]ذهبية، وفي الوسط طاولة من خشب الزان متوسطة الحجم وعليها اصطفت صينية فضية بحواف ذهبية[/b]
[b]فوقها ترامس للقهوة والشاي.[/b]
[b]على الجدار كانت هناك لوحتين مقابل بعض اللوحة الأولى لرجل طاعن في السن بيده منسوجة من[/b]
[b]صوف وكان جزء من الصوف يمتد خارج اللوحة حقيقة، بينما اللوحة الثانية تحتوي على صور لأواني[/b]
[b]نحاسية وأباريق يتخللها حرائر بنفسجية اللون.[/b]
[b]تحت اللوحة بالضبط طاولة ذهبية اصطفت فوقها اباريق ونحاسيات وحرائر بنفسجية تحاكي اللوحة[/b]
[b]فوقها، الأرضية كانت باركيه غامق، امتدت فوقها زولية من الحرير الإيراني الفخم، وفي السقف تدلت ثريا[/b]
[b]صغيرة ذات دوائر صغيرة فوقها شموع كهربائية بألوان ذهبية باهته، وإضاءة صفراء باهتة[/b]
[b]التناغم بين الألوان، دفء المكان، والاطلالة الساحرة للحديقة لم يسمحا لبادرة شك بالتسرب حول[/b]
[b]الذوق الرفيع والجهد أوالمال المبذول لهذا القصر الصغير.[/b]
[b]كانت امهما عزيزة تجلس مع ديم أختهما الكبرى، تنظران لشيء في الجوال وتضحكان عليه[/b]
[b]دخلت جود أولا فابتسمت أمها تلقائيا ثم اختفت ابتساماتها بهدوء حين ظهرت ليال من خلفها،[/b]
[b]وطبعا لم يفت ليال نظرة تأمل سريعة ثم امتعاض وصد.[/b]
[b]صد اعتادته ليال لسنوات لكن لم تستطع يوما الاعتياد على المه.[/b]
[b]جود وقفت أمام أمها وأختها وسألت: وش عندكم تضحكون؟[/b]
[b]ديم: سررر.[/b]
[b]التفتت جود نحو ليال لكن ليال هزت كتفها وبلؤم: ما حب اللقافة.[/b]
[b]كملت ديم مغايظتها: ليال ممكن اقولها لكن انت. وتهز رأسها: اممم لسه بيبي.[/b]
[b]ليال عجبها المحارش وكملت: يبي لك سنين حى توصلين للاشياء هاذي.[/b]
[b]جود بدلع طفولي التفتت لامها: ماما شوفيهم .[/b]
[b]أمها اللي تعشق دلعها ضحكت وقالت: تعالي أنا أعلمك، ما راح اخليك للشريرات أنا.[/b]
[b]جود طلعت لسانها لخواتها وهمست لهم: شريرات[/b]
[b]مشت نحو أمها واندست تحت ذراعها الذي فتحته لها.[/b]
[b]ديم: طيب يا أم ديم مو منك من اللي يوريك شي.[/b]
[b]وقامت لتجلس قرب ليال التي فهمت بديهيا سبب جلوس ديم قربها[/b]
[b]همست ديم: ليش نازلة كذا؟[/b]
[b]هذا السبب الأول.[/b]
[b]ليال لفت اصبعها على خصلات شعرها النازلة بكثافة يمين وجهها : وش اللي كذا؟[/b]
[b]ديم تتأففت من استفزازها: تدرين وش اقصد، مثل ما أنا اعرف زين ليش نازلة كذا.[/b]
[b]ليال تضيع السالفة بالسخرية: اممم دامك تعرفين خيتو شارلوك هولمز ليه تسألين،[/b]
[b]بعدين كيف ما آخذ راحتي ببيتي؟[/b]
[b]ديم: وين الراحة بشعرك اللي شوي ويوصل الأرض؟ انا شعري لين كتوفي ومتضايقة منه[/b]
[b]مع هالحر.[/b]
[b]أردفت خايفة: ماشاء الله بسم الله عليك.[/b]
[b]ابتسمت ليال لمشاعر ديم المليئة دائما بالحنان والمسئولية تجاهها، وهذا السبب الثاني الذي خلاها تغير[/b]
[b]مكانها، لان جود جلست بحضن امها هذا يعني انعزال ليال عن ثلاثتهم فنهضت لتكون قرب ليال.[/b]
[b]لاحظت ديم أن ليال تسترق النظرات لضحكات أمها مع جود وهي تريها المقطع وجود تردد: مو[/b]
[b]معقولة، ههههههههه، يو ماما وش الغباء ذا؟[/b]
[b]وكأنها لا ترى أكملت ديم: تعرفين أمي وشكثر تخاف عليك عشان شعرك ليش تعاندينها وتفكينه.[/b]
[b]جملة لم تكن في محلها بالذات هذه اللحظة، التفتت ليال لها وابتسامة فمها الساخرة تكذبها بوضوح،[/b]
[b]وفعلا ديم ما قدرت تضيف كلمة وضحكات جود تشق الجو.[/b]
[b]اخذت سماعاتها وبوقوفها رفعت عزيزة رأسها، تتشاغلت بوضع السماعات في أذنها ومشت نحو[/b]
[b]النافذة تتأمل الحديقة، لا تستطيع الهروب ولا تحتمل الجلوس والتفرج.[/b]
[b]انسابت التلاوات القرآنية في أذانها كشمس دافئة فوق صحاري صقيعية قاحلة، تخاطب وجدانها بعمق[/b]
[b]وتهدئ رويدا رويدا ضربات قلبها التي بدت تتعالى مع وساوس الشيطان داخلها.[/b]
[b]غالبا ما تؤذي الأدوية اما بآثارها الجانبية أو بمرارتها وحرقتها، لكن علاج القران مختلف، علاج لا[/b]
[b]يضر أبدا، بالعكس كلما زادت جرعاته كلما كانت نسبة شفاءك النفسية والجسدية عالية، لا يكتفي[/b]
[b]بمداوة أمراضك الظاهرة بل يتغلغل إلى أعماقك المطمورة فينتشل أوجاعك ومخاوفك بسكينة واطمئنان.[/b]
[b]بعد دقائق دخلت الخادمة: مدام عشاء ريدي.[/b]
[b]***[/b]
[b]على يمين الدرج وضعت طاولة العشاء بلونها الخشبي المعتق، وملاصقا للدرج امتدت طاولة مستطيلة[/b]
[b]عليها شمعدانات أنيقة من نفس الخشب، وأمامها اكتمل الطقم بدولاب خشبي بتصميم إيطالي فخم مليء[/b]
[b]بالأواني والشموع والمناديل، وكل ما هو مخصص للضيافة.[/b]
[b]العشاء كان كالعادة حاضرا بسوالف جود وضحكتها وتعليقات من ديم وليال أوعزيزة.[/b]
[b]مدت ليال ملعقتها لطبق السلطة البعيد فسقطت الملعقة منها مصدرة صوتا مزعجا[/b]
[b]ناظرتها أمها بحده: انتبهي.[/b]
[b]تجاهلتها ليال مما جعل عزيزة تواصل: طبعا ما راح تردين من السماعات الي بأذنك، كم مرة قلت[/b]
[b]مابي اشوف أجهزة على العشاء.[/b]
[b]ناظرت ليال اختها ديم بعدين ناظرت أمها وهي تشيل السماعة وتمدها لامها: مسكرة مااسمع شي.[/b]
[b]اخذتها عزيزة من يدها ورمتها قدامها لتسقط على صحن الفواكه،[/b]
[b]انتظرت ليال ثواني تتمالك نفسها ثم نهضت بعدها واخذت سماعتها الصغيرة من الصحن ومشت[/b]
[b]بتطلع.[/b]
[b]: ما كملت عشاك؟[/b]
[b]جاءها صوت أمها فيه لين وتراجع لكن بعد ماذا، ردت: الحمد لله شبعت.[/b]
[b]ديم أيضا وضعت ملعقتها وقالت: الحمد لله، لحظات وتبعتهما جود بنفس الصمت والهدوء.[/b]
[b]هذا التضامن غير المعلن بدا يتزايد لعزيزة يوما بعد يوم كأنهم يلومونها.[/b]
[b]عزيزة فهمت منذ فترة غير قريبة تغير بناتها نحو ما يحدث، ربما كلمة انقلاب أقرب للواقع،[/b]
[b]الاعتراضات اولاتهامات أحيانا أصبحت تأتي إليها مع سؤال دائم الحضور، لماذا؟[/b]
[b]بالتأكيد سيتسائلن، أي انسان فيه رحمة لن يستطيع التغافل عن هذه المعاملة،[/b]
[b]كيف اذا كنا أخوات قلوبهم بهذا القرب والارتباط، بالتأكيد سيخطئونها وسيرون أنها هي الظالمة[/b]
[b]القاسية حتى لو كانت أمهم.[/b]
[b]ناداها صوت خفي في داخلها: الست كذلك فعلا يا عزيزة؟[/b]
[b]رغم الضيق الذي غمرها تسرب إلى أعماقها شعور تام بالرضى وهي ترى محبة بناتها لبعض[/b]
[b]واحساسهم القوي مع بعض، كان هذا أكثر شي تعبت في ايجاده داخلهن وهو أن يكن على قلب[/b]
[b]واحد وهم واحد، و لا أحد يستطيع الدخول بينهن أيا كان حتى لو كانت هي أمهم.[/b]
[b]توفي أبيهم بحادث قبل عشر سنوات، أعمارهم، ديم ثلاث عشرة سنة، ليال أحد عشر سنة، وجود سبع[/b]
[b]سنوات، تيتمت بناتها وهن لا يزالنا براعم صغيرة تخشى عليها قطرة ماء زائدة، ومن وقتها حرصت[/b]
[b]أن تغرس فيهم ثلاثة أشياء، الحياء، الاخلاق، والأخوة.[/b]
[b]سيرما الأنثى الخامسة في هذا المنزل عادت لترفع صحون العشاء، لاحظت الكدر على وجه عزيزة[/b]
[b]فقالت: مدام أجيب علاج انت؟[/b]
[b]رفضت عزيزة بهزه من رأسها وصعدت الى غرفتها.[/b]
[b]***[/b]
[b]دخلت غرفتها ووقفت نفس وقفتها على النافذة قبل نزولها بإختلاف الدموع التي تملأ عيناها الآن،[/b]
[b]ثواني وسمعت باب غرفتها يفتح، لم تلتفت لكن يدين تعرفهما جيدا أحاطت بها من الخلف وصوت ديم[/b]
[b]الحاني: عادي ليال لا تضايفين نفسك هذا طبعها.[/b]
[b]ابتعدت ليال بعصبية: ادري طبعها لكن معي انا بس.[/b]
[b]ومسحت دموعها بقهر وهي تكمل: أسألك بالله ديم ملعقة طااحت يستاهل انه تعصب عشانها كذا؟[/b]
[b]وبإنفعال كررت سؤالها: ملعقة طاحت وش فيها؟ شفتي وجهها شلون تغير؟[/b]
[b]ديم تعرف أن هناك شيئا أكبر في تصرفات أمها لكن لا تستطيع معرفته، باستسلام رجعت تضم ليال هذا[/b]
[b]كل ما تستطيع فعله.[/b]
[b]****[/b]
[b]في حي اخر قريب من أحياء الرياض وبيت جميل وراقي، حيث تعيش أسرة فايزة 49 سنه مع زوجها[/b]
[b]وأبنائها، محمد 27 سنه، ماجد 24، سما 18 سنه، علي 19 سنه.[/b]
[b]التلفاز مفتوح على قناة رياضية والمذيع ينقل احداث مباره مصيرية بين الهلال والنصر، الصوت على[/b]
[b]علو لا يسمع منه شي بسبب صرخات أولادها المتحمسين مع المباراة، وأغلب هذه الصرخات والفوضى[/b]
[b]والازعاج من ابنتها سما.[/b]
[b]علي يجلس قرب ماجد: وين جاي حشرتن، ابعد ابعد[/b]
[b]صرخة من سما تقطع كلامهم، علي رد: ما جيت لسواد عيونك يالدب، أبي صحن الحلا اللي[/b]
[b]متحضنه تحسبه ديم، جبه اقول جبه.[/b]
[b]صرخة حماسية ثانية من سما ولفت عليهم معصبه: اسكتوا يا الإزعاج.[/b]
[b]ناظرها علي باستهجان وضحك: والله يا صوت العندليب الازعاج مو منا.[/b]
[b]ماجد كمل: عاد ليت على هالحماس النصر يفوز، كل ما حضرتي مباراة خسر من نحاستك تكفين[/b]
[b]وقفي وشجعي الهلال.[/b]
[b]سما تتأففت وأشرت عليهم : يبه سكت بزرانك.[/b]
[b]أبو محمد التف لزوجته متعجب وكاتم ضحكته: بزراني؟[/b]
[b]فايزة ضحكت معه وهزت رأسها: ما شفت شي يابو محمد.[/b]
[b]رن هاتفها، وظهر اسم أختها عزيزة على الشاشة: سما وطي الصوت خالتك عزيزة تدق.[/b]
[b]سما: الهجمة معنا، بعدين ردي يمه.[/b]
[b]محمد اللي كان من البداية مشغول بأوراق تخص شغله، أخذ الريموت وقصر الصوت، وطبعا عند[/b]
[b]محمد سما تتعدل وتهجد.[/b]
[b]فايزة: هلا عزيزة وشلونك ياقلبي وشلون البنات؟[/b]
[b]فايزة هي الأخت الكبيرة بينها وبين عزيزة ثلاث سنين ولهم أخ واحد اسمه علي 52 سنة، وأخت ثالثة[/b]
[b]مها أصغر منهم 39 سنة، أمهم ساكنة مع علي، وأبوهم متوفي من سنين.[/b]
[b]عزيزة: الحمدالله كلهم طيبات.. وسحبت نفس طويل[/b]
[b]فايزة سألتها: عسى ماشر، صوتك ما عجبني البنات فيهم شي؟[/b]
[b]محمد توجهت كل أحاسيسه مع المكالمة، يعتبر بيت خالته مسئوليه تخصه، ويفسر اهتمامه بهم لعدم[/b]
[b]وجود اب او اخ يعتمدن عليه، يعيش حالة انكار مع نقسه، وكل إحساس يضع له تفسير مغاير للحقيقة.[/b]
[b]عزيزة: ما في غير اللي تعرفين.[/b]
[b]فايزة قامت الى المطبخ تشرف على العشاء وتتكلم براحتها: صاير شي مع ليال؟[/b]
[b]عزيزة كانها تنتظر هذا السؤال ردت: لا، وهذي المشكلة، أول بتصرفاتها كانت تعطيني عذر، حتى ديم[/b]
[b]وجود كانوا يعذرون، الحين صاروا يلوموني ويشفوني دايم غلطانة.[/b]
[b]هنا فايزة تنزفزت: طيب انت لو تسألين نفسك صراحة، بتشوفين الغلط منين؟[/b]
[b]عزيزة بثقة: أكيد مو من، أنت تعرفين الوضع.[/b]
[b]فايزة: ولا أشوفه من ليال، حتى قبل على قولتك يوم كانت تعطيك مبرر ما عمري لمتها،[/b]
[b]كيف الوم طفلة تحاول تلفت انتباه أمها.[/b]
[b]عزيزة ما توقعت هجومها، سكرت عيونها وما قدرت ترد.[/b]
[b]فايزة: انت بس عشان موقف من جود وديم ما تحملتي، طيب ليال اللي سنين تشوف الضحك والحضن[/b]
[b]والسوالف لخواته، وهي ما تحصل الا الجفاء والرفض، وماتدي ليش، بالله قولي لي كيف بيكون[/b]
[b]احساسها؟ تقولين ما صارت تعطيني مبرر، وداقه متكدرة عشانها عقلت وما قمتي تلقين مبرر يرضي[/b]
[b]خواتها، صراحة قهرتين.[/b]
[b]عزيزة: كيف تلومينن وانت أكثر وحدة شافت.[/b]
[b]فايزة: ايه عشت معك وشفت ونا اللي قلت لك خلاص وقفي، وقلت لك حطي ليال عند أمي تربيها،[/b]
[b]اقولها لك صراحة أنا أخطيت وأمي وزوجك الله يرحمه كلنا أخطينا، مفروض ما شلنا بنتك من حضنك،[/b]
[b]مفروض خليناها عندك أقلها ماتقول أهلي رموني، لكن كنا نتخبط ولمن قالت أمي، عطيني البنت توقعنا[/b]
[b]هذا هو الحل الصحيح، والنتيجة، البنت حفرت الأرض لين رجعت عندك، لكن وش حصلت؟[/b]
[b]عزيزة اللي ملت من تكرار هالكلام من خواتها وأمها ردت: يعني بالله وش تبغيني أسوي؟[/b]
[b]فايزة: سلامتك لا تسوين شي اقعدي دوري مبرر.[/b]
[b]عزيزة تكدرت أكثر وحست بتحامل ناحية ليال، الكل نسى وصار يلومها، غيرت الموضوع[/b]
[b]شوي وبعدها مست عليها وسكرت.[/b]
[b]فايزة التفتت بتطلع شافت محمد يدخل المطبخ، أخذ كوب وصب له ماء من البرادة: خير وشفيهم بيت[/b]
[b]خالتي؟[/b]
[b]فايزة حطت حرتها فيه: ليال متقدم لها واحد وخالتك دقت تشاورن.[/b]
[b]ببصيرة الام عارفة وش فيه بخاطر ولدها أكثر من ولدها نفسه، وبين فترة وفترة تستفزه تبيه يتحرك[/b]
[b]ويتكلم، ماجد اللي أصغر منه قعدهم على شوك لين خطب ديم، وقعدهم على نار لين تملك عليها.[/b]
[b]ارتطام قوي للكأس على الطاولة هذا ما حصلت عليه وطلع وخلاها[/b][/size][/size]