ومبادئ كثيرة مجرد افتعال.. والأدهى من ذلك أن مبادئنا أصبحت مُرمزة بأيقونات شعبية تتقاذفها أمواج الصوت وتتلقاها شطآن الصورة لكنها لاتصل إلى المرسى أبداً.. أبداً.. وحتى عندما نحاول التعبير عن حاجتنا لقاعدة صحيحة صالحة لممارسة الشعور بالحياة نخطئ في تصور أن كل من في الحياة يستطيع إعطاءنا مانريد، لأن الآخر دائماً بحاجة ليأخذ وليس بحاجة لأن يعطي،وهذه ليست حالة تشاؤم يعيشها قلمي إنما رأيتُ هذا بعيني ولمسته بيدي وذبتُ في حنايا مجتمع أشياء كثيرة فيه حركت عجلة المجتمع تجاه بحيرة راكدة من المعتقدات الحديثة التي عبثت بمجتمعنا أكثر مما عبثت به معتقدات وموروثات قديمة لطخت بدمٍ كذب وهي بريئة منه، وهذا بالضبط مايحدث للبنات اليوم ـ فهن يعشن كذبة كبيرة وأنيقة شعارها «امرأة العصر» ومنهجها «حقوق المرأة» وهدفها«.......» لايعلمه إلا الله.
إنما المتأملون لتفاصيل جسد القضية يستطيعون الوصول بسرعة لجوهرها، فخروج الكثير من الفتيات عن المألوف والمعروف والصحيح إشارة خطر يجب الوقوف عندها وترويض الأفكار الدافعة لوجودها وإصلاح إعوجاجها كاستخدام بعض مقاهي النت للتعارف السافر على شباب أجانب وقد صعقتني المفاجأة عندما دخلت إحدى هذه المقاهي ووجدت إحدى الشابات بشعرها ومكياجها تتحدث إلى شاب أجنبي عبر النت وبألفاظ فاضحة لم أستطع شخصياً استيعاب المسألة فأستكملت عملي وانتظرت حتى تنتهي الفتاة وبطريقة المقاهي العابرة دخلت معها في حوار فعلمت منها أنها تحضر للماجستير في لغة أجنبية وأن الشاب يساعدها في ذلك وأن هذه مجرد علاقة مصلحة!.
الموبايلات أيضاً كانت سبباً في خراب الكثير من البيوت العامرة ومن أحدها أن شابة متزوجة استدرجها «صاحبها» لالتقاط بلوتوث ساخن كان على حسب قولها مزحة وانتهت بجريمة لكن رحمة الله أنه لم يمت أحد إلا والد الفتاة الذي لم ينطق إلى يومنا هذا..!
التلفزيون محبوب النساء وآسر قلوبهن .. أيضاً. كان له صولة وجولة في قلوب النساء اللاتي أشرعن نوافذ الحياة الرخيصة الخالية من المضمون الثمين.. إحداهن تقول: أنا أشاهد التلفزيون ثماني عشرة ساعة في اليوم ولاأسمح لأطفالي أو زوجي بالحديث أثناء الجلوس إلى حضرة التلفاز.. أنا مغرمة بالمسلسلات ولاأحب القراءة أبداً.. وحتى عند الذهاب إلى الجيران للتفرطة أتابع مسلسلاتي بحرص شديد.. واخرى ساخطة على قنوات المسابقات وتتهمها بالكذب وتقول: أنفق ربع راتبي للمشاركة في هذه المسابقات ولم يحالفني الحظ ولو لمرة واحدة ومع ذلك أحب المشاركة ولن أيأس ابداً!.. فطومة طفلة في التاسعة من العمر تقول: في عيد ميلادي ماما اشترت لبابا (تي شيرت) ملون زي حق مهند لكن بابا رفضه) وحين سألتها: ألم تحصلي على هدية في عيد ميلادك؟! قالت: قطعة جاتوه بس! وحين همستها: لماذا لم يلبس بابا الـ(تي شيرت) قالت: لأن بابا محترم!
تصوروا أن يكون لدى أطفالنا قيم عميقة وإحساس قوي بالأصالة ونقوم نحن أمهات كنا أو آباء بهدم الفطرة التي تميز اطفالنا عن غيرهم.. حقيقة البنات عندنا في ورطة كبيرة اسمها ورطة الحرية الكاذبة والانفتاح الواهم والإندفاع وراء شعارات هشة لاتعالج مضامين اجتماعية جادة بل هي مانشيتات قد يحمل وجهها أصباغاً شتى لكن ظهرها سواد قاتم ولايمكن لمصاص الدماء مثلاً أن يلعق العسل.. كما أنه من المستحيل أيضاً أن يحبس خُفّاش في قفص.. وعلى الفتاة أن تعلم أن سواها من فتيات مجتمات أخرى لم يحصدن إلاّ الأسى عندما خرجن عن حدود الحشمة والحياء والستر.. نعم لتكن المرأة مثقفة.. لكن لاتنتعل الكلمات.. طبيبة لكن لاتستخدم السكين عوضاً عن المشرط.. سيدة أعمال لكن لاتصنع الأزمات التي تخنق الناس.. شاعرة لكن ليست مبتذلة.. كاتبة لكن ماهي بعمياء.. نعم من حق المرأة أن تكون ماتشاء لكن هناك حدوداً قوية يجب أن تعرفها وتتعلم أن تعيش خلفها.. وترسم نجاحها ببصمة ذكية لتبقى لا لتفنى.. وتاريخنا القديم والحديث يحمل صوراً على جدرانه علقتها نساء عظيمات فتعلمي أيتها الفتاة كيف ومتى تكونين عظيمة[/color][/size][/i]