[/size][/font][b][font:d4e8=Arial][size=25]ولا لان جميع ثيابها وسخة ولم تدر ماذا ترتدي، ولا لأنها وقعت وهي في طريقها فتمزقت ثيابها، لماذا إذًا ؟ ستفاجئون لما سأقول ولكنه بات شيئًا عاديًا في هذه الأيام، لقد مزقت "كوكو" بنطالها لتتبع الموضة ولتصبح كمعظم الفتيات اللواتي يرتدين ملابسًا تندرج تحت اسم الموضة، فقد كانت هي أول من يلبس لباسًا "موضيًا" -اسمحوا لي بتلك الكلمة التي لا نجدها في معجم اللغة العربية- في حارتها، تبًا لموضة كهذه!.
أيقنت "كوكو" في النهاية أنّ برجها كان صادقًا معها ، فبالرغم من كل ما حصل لها من مصائب فقد رجعت عليها تلك المصائب بكثير من الفائدة، فقد حصلت على نقود بلا أي مجهود وأخذت حذاءًا من البائع وحصلت على بنطالا جديدا بلا أي عناء، حقًا يا لها من مفاجأة سارة!. وينطبق لما حصل مع "كوكو" هذا المثل:"رب ضارة نافعة".
أخذت"غرام" تتكلم بالهاتف ساعات طوال، طلبت من الشاب الذي تتكلم معه أن يتقابلا مع العلم أنها أوهمته بحبها ما يقارب السنتين، وافق الشاب على طلبها واتفقا على المكان والزمان.
جاء الوقت المحدّد للقائهما، جلس الشاب في حديقة عامة منتظرًا "غرام" كي تأتي، بالطبع فانّ "غرام" وصفت له شكلها وأخبرته ماذا سترتدي في موعدها معه كي يعرفها.
إنّ "غرام" وعدته بأنها ستأتي وأكدت له وعدها ولكنها لماذا لم تأت حتى الآن؟، لقد مضت ساعة كاملة وهو ينتظرها.
لقد أحبها بصدق وكان متعطش لرأيتها، ولكنها كانت ممثلة بارعة تجيد الكلام المعسول جعلته يتعلق بحبال الأوهام. وأخيرًا قرر أن يرحل بعد أن مضت ثلاث ساعات.
انتظر"فارس"- الشاب الذي أحب غرام- رنة الهاتف ، لربما كانت مريضة أو حدث معها ظرف طارئ منعها من المجيء، ولكنّ الهاتف لم يحدث أي صوت.لم يحتمل أن يبقى مكتّف الأيدي، حمل سماعة الهاتف واتصل بها بنفسه.
فارس - آلو
غرام - آلو
فارس- لماذا لم تأت كما وعدتني؟
قالت غرام والضحكة تسبق كلامها ببضع خطوات:أهل حقًا صدقت أني سآتي؟ قالت وفي كلامها شيئًا من الضحك والاستهزاء: أهل حقًا صدقت أنني احبك وأفكر بك دائما ولا تغيب عن تفكيري أبدًا؟ أهل فعلا صدقت أنني لا استطيع العيش بدونك؟أهل حقًا صدقت ما اقوله لك في كل مكالمة؟، يا لك من أبله،مسكين،وقد ثُقبت سماعة الهاتف من صوت ضحكتها المرتفع.
فارس- يا لك من خداعة، أبهذه السهولة تأخذين قلبي وتلعبين به ثم تعيديه اليّ ممزق خال من المشاعر؟ أين قلبك؟ كنت أتمنى أن أراك دائمًا، سرقت قلبي وشوهته، أحببتك بكل جوارحي ولكنك لا تستحقين قلبي،انك تستحقين ذئبًا من الذئاب المفترسة كي يعلمك درسًا لا تنسيه أبدًا، منحتك كل ما املك من الحب لكنك...لفظ الصمت اجزاءًا من الثانية ، ثم قال: لن ارتدي الصمت ومن الآن فصاعدًا فان قلبي لم يعد كما كان فقد جعلته حيوانًا مفترسًا هوايته الانتقام منك!. وأقفل سماعة الهاتف غاضبًا.
أحست "غرام" بعد هذه المكالمة أنّ شيئًا ما بداخلها يريد أن يخرج وإلا انفجرت، ربما استيقظت بعد فوات الأوان، لم يفارق صوته تفكيرها، لم تفارقها تلك الكلمات التي دخلت على قلبها كالسيف المميت، لم تعتد أبدًا على مثل هذا الكلام المجرّح.
أحست بأنّ قلبها بدأ يخفق لذاك الشاب، أحست أنها تشتاق له، لصوته،لكلامه الجميل،لضحكته الرنانة،لمزحه،لجده،لكل شيء فيه، حتى لغضبه!.
أحست أنها ظلمته وجرحته، شعرت أنه أحبها بصدق ومشاعره كانت صادقة تجاهها، ولكن ماذا يفيدها ذاك الشعور، وبعد ماذا؟،فقد تأخر الوقت كثيرا!.
لم تستطع"غرام" النوم، صوته اخترق عقلها وألغى به قانون النوم المعتادة عليه، كلامه في تلك المكالمة كان بمثابة دلو ماء أيقظها من سبات دام سنينًا كثيرة،كم كرهت نفسها في تلك اللحظة،كم كرهت ذاك اليوم ، كم أرادت أن يرجع بها الزمن كي تعيد حساباتها وترجع ما خسرته، ولكن هيهات!.
استيقظت الفتيات،اجتمعنّ سوية على مائدة واحدة،ثمّ انصرفن إلى الجامعة.
"يا لها من محاضرة تاريخ مملة" قالت "كوكو" في نفسها،أغمضت عينها الأولى ثم الثانية بعد أن تأكدت أنّ المحاضر لم يرها، غاصت "كوكو" في أحلامها،بدأ صوت الشخير يعلو شيئًا فشيئًا حتى انتبه الجميع لصوتها.
أحب أحدهم أن يلاعبها، أخذ كأس ماء وسكب الماء على وجه "كوكو" فخُرس صوت الشخير فجأة واستيقظ الصراخ بدلا منه، صرخت"كوكو" صرخة هزت الجامعة، من لم ير ما حدث فقد سمع، يا له من منظر مضحك حين استيقظت من نومها وهي تشهق لبرودة الماء وتصرخ لصدمتها.
ربما تتساءلون الآن كيف سمح المحاضر بذلك، ستستغربون فانّ المحاضر هو الذي طلب من زميلها أن يسكب الماء على وجهها، ربما كي لا تكررها مرة أخرى مع العلم أنها ليست المرة الأولى!.
يا للمصيبة ، وصل الخبر لمدير الجامعة وأتى فجأة ليرى ماذا حصل. [/size][/font][/b]
[b][font:d4e8=arial][size=25][size=12]يتبع في الجزء الرابع...[/size]
[/size][/font][/b]
[/center]